دانا عودة، مؤسسة "روك آند شاين"، لم تسلك الطريق التقليدي قط. لم تبدأ رحلتها في عالم الموضة بشهادة في التصميم أو وظيفة في مجال البيع بالتجزئة، بل بدأت بمتاجر مؤقتة تبيع مجوهرات فريدة وجدتها خلال رحلاتها. هذا، إلى جانب حبها العميق للأناقة ورغبتها الراسخة في إحداث تغيير إيجابي، كان بداية كل شيء.
وُلدت دانا ونشأت في دبي، وأصبحت مستقلة ماليًا في السادسة عشرة من عمرها فقط. عندما غادرت الإمارات عام ٢٠٠٤ كأم جديدة لدعم مهمة زوجها الدولية، أدركت سريعًا أن دخول عالم العمل لن يكون سهلًا كزوجة مغتربة. لذلك تكيفت، ودرست إدارة الائتمان، وانتقلت عبر القارات - من كيب تاون إلى موسكو، ثم إلى كازاخستان - حاملةً معها روح ريادة الأعمال.
لم يتحوّل شغف دانا بالموضة إلى واقع ملموس إلا في عام ٢٠١٨، أثناء إقامتها في موسكو. ما بدأ كمتاجر مؤقتة غير رسمية تُقدّم إكسسوارات يدوية الصنع، تطوّر إلى شيء أكثر نفعًا. لقاءٌ صدفة في متجر مؤقت في لبنان قادها إلى المرحومة ماري تيريز، صانعة مجوهرات تُبدع قطعًا من الأحجار شبه الكريمة. عرضت دانا، بدافعٍ غريزيٍّ تقريبًا، أن تأخذ إبداعات ماري إلى موسكو، ونفدت في غضون أيام.
لكن دانا أدركت رغبتها في التعمق أكثر. لم تكن الموضة سوى جزء من المعادلة - فقد انجذبت إلى العلامات التجارية التي ترمز إلى شيء ما. عندها اكتشفت SEP Jordan (المعروفة الآن باسم SEP the Brand)، وهي مؤسسة اجتماعية تعمل مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم جرش بالأردن لإنتاج قطع كشمير عالية الجودة مطرزة يدويًا. شعرت دانا فورًا برابط عميق: فبصفتها ابنة فلسطينيين من رام الله، أدركت القيمة الأعمق في تمثيل علامة تجارية متجذرة في التراث والكرامة والتأثير.
رغم صغر حجم مشروعها آنذاك، تواصلت دانا مع SEP. استجابت SEP، ونشأت شراكة. بدأت تمثيل SEP في موسكو، وأطلقت علامة "روك آند شاين" بسبع قطع كشمير فقط، تروي قصصًا عن المرونة والحرفية. في أقل من عام، كانت تستضيف عروض أزياء، وتعزز حضور العلامة التجارية بين جمهور متعطش لكل ما هو فريد وذو معنى.
اسم "روك آند شاين" بحد ذاته انعكاس لنهج دانا: "روك" للأحجار شبه الكريمة وأصالتها الراسخة، و"شاين" للأناقة والإشراق الذي تُضفيه على كل قطعة. بحلول عام ٢٠٢٢، عادت إلى دبي، حاملةً معها "روك آند شاين" لتواصل مهمتها من مقرها الجديد.
تُعرف روك آند شاين اليوم بكونها الممثل الحصري لعلامة SEP التجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن رؤيتها لا تتوقف عند هذا الحد. فكما تطورت دانا، تطورت منتجاتها أيضًا. وبينما لا تزال SEP الأكثر مبيعًا للعلامة التجارية في فصل الشتاء، تعمل دانا على توسيع نطاق عروضها لتشمل علامات تجارية أخرى أخلاقية ومستدامة تتوافق مع رسالتها.
من بينهم: مايلر ، علامة نظارات إسبانية تستخدم نفايات المحيط المُعاد تدويرها، وميشي ، مصممة تُحوّل الجلود المُعاد تدويرها إلى أقراط جميلة مستوحاة من شجر الزيتون. وتتطلع دانا مستقبلًا إلى علامتين تجاريتين معتمدتين من B-Corp، تعملان مع حرفيين أفارقة نازحين.
بالنسبة لدانا، الموضة ليست موسمية، بل هي وسيلة للتغيير. كل قطعة تُباع عبر "روك أند شاين" تدعم فنانين حقيقيين، وكثير منهم لاجئون يسعون للكرامة والاستقلالية والتقدير لحرفتهم. وكما تقول دانا: "كلما زادت مبيعاتنا، زادت فرص العمل لدينا، واستفادت عائلاتنا أكثر".
روك آند شاين، المتجذّر في الأصالة، ليس مجرد متجر إلكتروني. إنه قصة هدف وهوية وتطور - صُمّمت بعناية، مدفوعةً بالقيم، ومستوحاة من امرأة حوّلت شغفها بالموضة إلى منصة عالمية للتأثير.